اعترافـــــــــــــــــــــــــــــــــــات نســــــــــــــــــــــــــــائية اعترافات نسائية.. أسرار من العيادة النفسية" هو عنوان كتاب للصحفية مريم مكرم، الكتاب يقع في ما يقرب من المئة وأربعين صفحة من القطع المتوسط، محتوى الكتاب الفكري مقسم على جزئيين كبيرين الأول تحت عنوان "الحب"، والآخر "الخيانة". الإعلامي مفيد فوزي افتتح صفحات الكتاب بتقديم عن رأيه فيما احتواه من أفكار، موضحاً أنه من جيل جدول الضرب والمنفلوطي، لذلك الإنسانيات تروق له. تلك الإنسانيات التي داسها برأيه الموبايل والإنترنت، فالجيل الذي ينتمي له فوزي كان يشعر بالارتباك عندما يفصح عن حبه لفتاة لكن في زمن التكنولوجيا والموبايل أصبح من السهل الإفصاح عن المشاعر عبر ثوان قليلة برسالة موبيل وبالتالي صار من المضحك أن يردد أحدهم كلمات الأغنية الشهيرة "خايف أقول اللي في قلبي"، وسط هذا المناخ التكنولوجي البعيد عن الشكل الرومانسي للعواطف جاء كتاب الصحفية "مريم مكرم" ليشكل في ذهن فوزي علامة مضيئة في مجال مناقشة الموضوعات الإنسانية الشديدة الخصوصية والتي تحتاج عند مناقشتها لجرأة عفيفة حققتها مريم بنجاح واقتربت من القضايا الشائكة في الحياة بشكل ناعم وكاشف للمستور. أعقب رأي فوزي مقدمة للكتاب بقلم مريم مكرم المؤلفة أكدت فيها أنها ليست طبيبة متخصصة لكنها تهتم بشكل كبير بهموم المرأة النفسية وتجذبها تلك الهموم دوماً للقراءة والكتابة عنها لهذا اهتمت أن تستعرض بالتحليل النفسي العميق ما تعانيه المرأة من هموم، وذلك عبر حوارات ودراسات مصرية وأجنبية مع أساتذة علم النفس والاجتماع. الحب مشاعر غالية وقيمة في حياة الإنسان وكثيراً ما حكى لنا وقت الطفولة أن كل إنسان في دنيانا يولد وقلبه مشطور كنصف التفاحة لذلك عليه أثناء رحلته الحياتية أن يبحث عن نصف تفاحته وسط الزحام، وتظهر بدايات البحث في فترة المراهقة والشباب، فالفتاة المراهقة تحلم بفارس أحلامها الذي سوف يأتي ليخطفها على حصانه الأبيض كذلك الشاب في تلك المرحلة يبحث وينتظر الفتاة التي تقدم له الحب والاحتواء جاذبة إياه بسحرها الذي لا تملكه باقي النساء. هناك أشخاص ما أن نراهم وتقع عيوننا عليهم حتى نشعر بتيار كهربائي يسري في داخلنا ونبدأ في الشعور بالألفة تجاههم وكأننا على معرفة وثيقة بهم في حين أنه ربما تكون تلك المرة الأولى التي نراهم فيها، هذا الشعور القوي بالحب ما هو إلا انجذاب كيمائي غامض وربما يحدث هذا التلاقي في وقت مبكر من العمر أو في خريفه أو حتى بعد زواج روتيني. الخبراء في مجال علم النفس يؤكدون على أن الحب هو اهتمام بالآخر وشعور بالاحتياج ويرتبط حدوث الحب بمرحلتين الأولى هي الإعجاب والثانية هي نمو هذا الإعجاب بالعاطفة والتعامل ليتحول إلى حب. أنواع الحب كثيرة منها الافتتان أي الحب من النظرة الأولى، وهذا النوع تتحكم في حدوثه العواطف فقط دون تقارب وفي بعض الأحيان ينتهي فجأة كما ظهر، الحب الرومانسي وهو اندماج العاطفة مع الألفة بشكل قوي كما يحدث في الإعجاب بالإضافة للارتباط الجسدي القوي الذي يظهر أثناء الرغبة الجنسية بين طرفي الحب، الحب الرفاقي المعتمد على الألفة والاحترام ويظهر بعد مرور سنوات طويلة على الزواج حيث لا تكون هناك عواطف بالشكل المتعارف عليه ويتحول الأمر على تعلق قوي بالآخر كما يحدث بين الأصدقاء، الحب الاحتوائي هو أكثر أنواع الحب مثالية واكتمال وكثيرين يسعون لتحقيقة لكن عدد قليل هو الذي يصل له.هناك رجال يجدون صعوبة في التصريح بمشاعر الحب للمرأة التي يحبوبنها ربما لأنهم يعتبرون ذلك التصريح نوع من الانتقاص للكرامة، لكن الخبراء النفسيون يرون أن البوح بالحب لا يكون فقط عن طريق التصريح المباشر وإنما يكون من خلال عوامل أخرى منها العين، فالرجل المحب ينظر في عين محبوبته كثيراً وهو بذلك يحاول أن يسبح في أعماق روحها عبر عينيها لربما يجد أي مؤشر يساعده على معرفة طبيعة مشاعرها تجاهه، كما أن الرجل المحب يهتم أن تكون امرأته هى جزء من حياته، لذلك يستمع جيداً لخططها المستقبلية ليعرف طبيعة وضعه بتلك الخطط وهو بذلك يرص على أن يكون قريب جداً ليس فقط في خطط المستقبل وإنما في كل شيء. الفشل في الحب يعد من أقسى وأصعب أنواع الفشل التي يمر بها الإنسان في حياته حيث يشعر صاحبه بأنه قهر ورفض وربما يصل به هذا الحال إلى كارثة كالانتحار أو اتخاذ موقف مضاد من العاطفة بحيث ترفع على معالم الحياة راية العقل ثم العقل وليذهب الحب إلى الجحيم. غالبية الرجال بعيدين عن الرومانسية لذلك لا يرسلون باقات الورد أو الشعر لكنهم يمكنهم عبور هذا من خلال السلوكيات البسيطة التي يكون لها أثر كبير على المرأة ككلمات الإعجاب والتشجيع أمام الناس أياً كان وضعهم أصدقاء أو غير ذلك إضافة للمعاملة اللطيفة الرقيقة. هناك الكثير من الأزواج المنساقين بقوة خلف هموم الحياة اليومية بحيث أصبحوا لا يفكرون سوى في تربية الأطفال ودفع فواتير المنزل وهم بذلك يقومون بدور كبير في هدم علاقتهم الزوجية وتسريب الشعور بالوحدة والغربة إليها وفي وصف هذا الشعور السلبي تقول إحدى الزوجات: نحن بالفعل غرباء ندور في المنزل بحركة مرسومة لم تتغير هو في مكتبه وأنا بين الأولاد مذاكرة.. تمريض .. إشراف على وجبات الغذاء والعشاء، يخرج من حجرته نتعشى معاً دون أي كلام نحن نسمع فقط صوت المضغ وطقطقة الملاعق على الصحون وتتوقف الحركة بالنوم هذا هو باختصار يومنا الغريب، كثيراً ما أتمنى أن أحكي معه أحاوره أتواصل معه أريد أن أشعر بالألفة بالأمان بدلاً من الوحدة والغربة. الشعور بالغربة بين الأزواج لا يعاني منه المصريون أو أهل الشرق فقط وإنما هو منتشر في الغرب أيضاً، ويؤكد ذلك عدد الدراسات والأبحاث التي أكدت هذا الوضع السيء لمتزوجين كثيرين وإن كان بعض المختصين كالطبيب النفسي الفرنسي ألن جوزيه يرى أن الغربة تعتري الحياة الزوجية عندما يبدأ خواء المشاعر بينهم في الظهور ويتخذ قرار الطلاق دون إعلان واضح ويأتي هذا بعد تراكم مؤشرات الشعور بالغربة واستفحالها بظهور الملل والانطواء، لذلك على الزوجين أن يسعيا للتحاور والتجديد في الحياة حتى لا يحدث تفاقم للأثار السلبية للانفصال النفسي والروحي وتتحول إلى انفصال فعلي بالطلاق. الطلاق ككلمة صغيرة الحروف لكنه كفعل حدث كبير وجليل ومن مر فعلياً بلحظات إتمام إجراءات الطلاق يدرك جيداً تعاسة تلك التجربة وكيف أنها لحظة انهيار كبيرة، هناك زوجة شابة مطلقة تقول عن شعورها بعد حدوث الطلاق الذي طلبته هي أنها شعرت بسوء نفسي كبير عقب سماعها لفظ الطلاق حيث بدأت تسترجع حياتها كاملة مع هذا الرجل متخوفة من الحياة الجديدة التي سوف تحياها بعد هذا الزواج وربما تخوفها هذا ما جعلها تبدأ في إدمان المهدئات، وعلى الرغم من مرور سنوات طويلة على حدث طلاقها إلا أنها لم تجد رجل آخر تتزوجه لأن غالبية من قابلتهم من رجال يسعون للمغامرات السريعة خاصة وأنها مطلقة أي تعتبر شيء مباح ومتاح للجميع. الخيانة لا يمكن أن نحصرها في جنس دون الآخر، بمعنى أنه لا يمكننا أن نقول الرجل أكثر إقبالاً على الخيانة من المرأة أو العكس، الكاتب والسيناريست أسامة أنور عكاشة يعتقد أن الرجل لا يكتفى في مجتمعاتنا بامرأة واحدة، وذلك لأنه من داخله يعتقد أن امرأة واحدة لا تكفيه والزوجات يشجعن هذا التعدد في أحيان كثيرة عندما يرددن أقوال من قبيل أن الرجل مهما تعددت علاقاته النسائية سيعود حتماً لبيته وزوجته.
0 comments
Post a Comment