القاهرة: أكد المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر محمد مهدي عاكف، إن تأسيس حزب سياسي لم يعد ضمن أولويات الجماعة الآن، مشيرا إلى أن مشروع برنامج الحزب ما زال قيد الإعداد.
وقال عاكف لجريدة "الحياة" اللندنية: " إذا كان الدور السياسي صعب الآن فهذا لن يؤخر العمل الدعوي الذي هو الأصل والبقية متفرعة منه، فإذا لم تستطع أن تربي رجالاً لن تستطيع أن تعمل بالسياسة، وإذا كانت السياسة في بلد ما من البلاد تحتاج إلى حزب ننشئ حزباً والدستور المصري ينص على أحقية أي شخص في إنشاء حزب".
وحول الجدل الحاد الذي أثاره برنامج الحزب عند الإعلان عنه داخل وخارج الجماعة خاصة فيما يتعلق بتولي القبطي أو المرأة رئاسة البلاد قال عاكف: " لا نتحدث إلا برأي الفقهاء والبعض منهم رأى أنه يجوز أن تتولى المرأة رئاسة الجمهورية والبعض الآخر رفض، ونحن اخترنا الأمر الثاني ورددنا الاختلاف إلى الشعب، وبالنسبة للأقباط وتوليهم رئاسة الجمهورية أيضاً اختلف العلماء حوله فبعضهم أجازه والآخر رفضه، ونحن اخترنا الأمر الثاني ورددنا الاختلاف إلى الشعب, وهذا حقنا".
ونفى عاكف توقف مشروع تأسيس حزب سياسي للإخوان، مشيرا إلى الوقت ما زال مبكرا لرؤية البرنامج النهائي للحزب، مضيفا إن هناك أولويات، وقال "في الوقت الذي أعلنت فيه البرنامج كان له أولوية أما الآن فليس له الأولوية".
وقال عاكف: "إن الأولوية الآن لأشياء كثيرة، منها الحال الذي نعيش فيها، أليس الغلاء أولوية، تصدير البترول إلى الصهاينة أليس أولوية؟".
وحول تطلع الجماعة في الوقت الحاضر إلى المنافسة على رئاسة الدولة، قال عاكف: "عندما يكون لدي حزب نرى في ذلك الوقت هذا الأمر، فلكل وقت الظروف التي تحكمه، وأنا لست متعجلاً على رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء وكل همنا الآن هو الوقوف في وجه العدوان العالمي على هذا الدين والمقاومة، موضحا إن جماعة الإخوان ليس عندها الرغبة في المنافسة على السلطة في مصر الآن، ولكن من الممكن أن يحدث ذلك في المستقبل".
جمال مبارك
جمال مبارك
وحول تراجع الجماعة عن ترشيح جمال مبارك لرئاسة الجمهورية، قال عاكف: "إنه كان يرحب قبل تعديل المادة 76 من الدستور المصري بجمال مبارك ويؤكد على حقه في الترشح كمواطن عادي للانتخابات الرئاسية".
أضاف عاكف "ولكن بعد أن تم تعديل المادة 76 لتصبح تفصيلا عليه، لا يمكن أن يترشح إلا اذا ترك قصر ابيه وتعامل مع الشارع".
وكان عاكف أعتبر في تصريحات سابقة له نهاية الشهر الماضي " ترشيح مبارك الابن مرفوضا، بعدما رأيت من سياسته السيئة كالمحاكم العسكرية والاعتقالات وسجن المعارضين وغلاء الأسعار, كل هذه القرارات صادرة عن لجنة السياسات بالحزب الوطني الديموقراطي الحاكم التي يرأسها جمال مبارك وأتوقع منه الأسوأ دائما".
يذكر أن المادة 76 من الدستور المصري قبل تعديلها كانت تنص على أن يتم اختيار رئيس الجمهورية بالاستفتاء وليس بالانتخاب وذلك بعد ترشيح مجلس الشعب "البرلمان" له بناء على اقتراح ثلث أعضائه شرط أن يفوز المرشح بتأييد أغلبية ثلثي الأعضاء على الأقل.
وتنص المادة بعد تعديلها في فبراير عام 2005 على انتخابات رئيس الجمهورية عن طريق الاقتراع السري العام المباشر ولكن يلزم لقبول الترشيح أن يؤيد المتقدم للترشيح 250 عضوا على الأقل من الأعضاء المنتخبين لمجلسي الشعب والشورى والمجالس الشعبية المحلية بالمحافظات.
وتقول قوى وأحزاب المعارضة بمصر وفي مقدمتها جماعة "الإخوان المسلمين" إن اشتراط حصول المرشح المستقل على تأييد 250 عضوا على الأقل من أعضاء مجلسي الشعب والشورى والمجالس الشعبية "شرط تعجيزي", حيث إن الحزب الوطني الديموقراطي الحاكم بزعامة مبارك يهيمن على الغالبية العظمى من المقاعد في كل تلك المجالس.
حماس والإخوان
اجتياح الفلسطينيين للحدود المصرية
وحول العلاقة بين جماعة الإخوان وحركة حماس الفلسطينية، قال عاكف: " هم منا ونحن منهم، إنهم تربوا على مبادئ الإخوان وقلنا إن الإخوان أصحاب رسالة ومنهج مكتوب والملايين من العالم ينتمون إلى هذا المنهج وعليهم أن يخدموا الوطن الذي يعيشون فيه بحسب قوانين البلد وبمنهج الإخوان المسلمين، و حماس تربت على مبادئنا وقبلوها ويتعاملون مع الصهاينة بمبادئ الإخوان، وأعلنت في أكثر من مناسبة أن الصهاينة عبارة عن عصابات احتلت أراضي ليست أراضيها وهدمت بيوتاً وطردت أبناء البلد وقتلت شيوخاً ونساء وأطفالاً وهذه العصابات ليس لها منا إلا المقاومة وحماس تنفذ ذلك ونحن معهم قلباً وقالباً".
وحول موقف الإخوان لو فشلت التهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قال عاكف: "حماس تجاوبت مع جهود مصر للتهدئة وأبدت استعدادها لتنفيذها ورئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة اسماعيل هنية قال إن الكرة الآن في ملعب المصريين، وأنا أقول ارفعوا الحصار عن غزة ومصر أول دولة مطالبة برفع الحصار، فإذا رفع الحصار لن يحتاج قطاع غزة إلى أي مساعدات سواء منا أو من غيرنا".
وبالنسبة لموقف الجماعة لو أقدمت الحركة على اجتياح الحدود المصرية مجددا، رفض عاكف تسميته بـ الاجتياح، مؤكدا إن هذه تسمية العلمانيين الذين يقولون بأن الغزيين سيحتلون مصر، والرئيس حسني مبارك قال إنه لن يسمح بتجويع أهالي غزة وأنا أوافقه الرأي. لكن هل يتم ذلك بتصدير الغاز إلى الصهاينة؟ أليس من الأجدى أن نرسله الى قطاع غزة المحاصر، أنا أطالب بفتح معبر رفح لأن أهالي غزة لا يحتاجون إلى المساعدة هم فقط يريدون فك الحصار
-
0 comments
Post a Comment