-
Monday, May 12, 2008
الحقيقة تتضح الان
ما فعله حزب الله في بيروت يمثل تتويجا لسيطرته الكاملة على الدولة وصورة مرعبة لمستقبل البلاد الذي تريد ايران جعله النقطة المركزية في تنفيذ مخططها الرامي الى الهيمنة الكاملة على المنطقة بوصولها الى الشواطئ المتوسطية ومرابطتها عبر حزب الله على الحدود مع اسرائيل.الرئيس الاسرائيلي شمعون بيرس وصف انقلاب حزب الله بأنه »المفاجآة الكبرى« وقال »ان نصرالله يريد تقسيم لبنان، وجره الى الحرب الاهلية«، فيما قال مراقبون »ان حزب الله ادخل لبنان في مأزق ستكون له انعكاسات خطيرة للغاية«.وتفيد معلومات موثوقة ان قرار اجتياح بيروت وما رافقه من استباحات وعمليات قتل على الهوية وحرق مؤسسات اعلامية واغلاق اخرى مناصرة وتابعة لتيارالمستقبل ،على يد ميليشيات حزب الله وحركة امل وقانصوه السورية اتخذه الحزب قبل سنة او نصف سنة على الاقل حينما فشل اقفال بيروت وقطع طريق المطار في 23 يناير العام 2007، ونفذه الان متذرعا بقرارات الحكومة التي تستهدف ما سماه »امن المقاومة«.مآزق وساحاتلقد ادخل الحزب لبنان في المأزق، اذ يعتبر المراقبون ان انقلاب بيروت هو امتداد لحرب يوليو العام 2000 التي مثلت سعيا ايرانيا بالتمدد نحو المتوسط واستخدام لبنان في ملفها النووي، ومحاولة لتجاوز فشلها في تحقيق هذا الهدف بالارتباط مع انقلاب حماس في غزة.وكانت تسربت بعد انقلاب غزة معلومات وتداولت اشاعات عن تحرك مماثل سيحدث لاحقا في بيروت اجلته كما يبدو بعض التطورات والاحداث الضاغطة.الا ان ما نسيه حسن نصر الله هو ان هناك فارقا كبيرا بين غزة ولبنان وهو ان الاخير يضم قوى اساسية من طوائف متعددة على غير ما هو الوضع الفلسطيني اولا وان حماس فشلت في انقلابها ودخلت في مباحثات وحوارات متعددة مع السلطة وتسببت في مآس اجتماعية للفلسطينيين لا تزال كوارثها حتى اللحظة، فضلا عن اقحامها القضية الفلسطينية في ازمات وصراعات سياسية وعسكرية ميدانية داخلية لا تنتهي ثانيا.وثالثا وليس اقل اهمية ان قيام الميليشيات المسلحة برفع صور بشار الاسد مكان صور الحريري الاب والابن، اعاد الذاكرة الى زمن الهيمنة السورية وبهذا فلقد احرج هذا حلفاء نصر الله المسيحيين الذين بنوا جميعهم امجادهم السياسية على مواجهة الوصاية السورية، ولعل من المحرج ايضا لزعماء المسيحيين وفي مقدمتهم الجنرال عون فقدان لبنان لتوازنه السياسي الطائفي لمصلحة طائفة واحدة لن تلبث ان تفرض شروطها بقوة السلاح الذي تمتلكه على رئيس الجمهورية المقبل مثلما كانت فعلته من قبل مع الرئيس سيئ الصيت لحود.حرب»البقاع« الاسرائيليةانقلاب نصر الله الدموي سيعقد الوضع في لبنان قياسا بالتعقيدات التي ادخلها تعامل العواصم العربية والدولية الفاعلة مع انقلاب غزة، بحيث اصبحت الحركة الاسلامية المدعومة من المحور السوري ـ الايراني طافية وحدها في المواجهة، مكسبا شرعية عباس المزيد من الاوراق السياسية، وهو ماسيحدث مع حزب ولاية الفقية في لبنان تبعا لما سيتخذه من افعال وقرارات في المستقبل وبعد ان تنكشف نتائج ما يجري خلف الكواليس العربية والغربية والدولية لمواجهة التطور الجديد وانعكاساته وتاثيراته متعددة الامتدادات والساحات.وبحسب مصادر دبلوماسية لـ »الوطن« فإن ايران ارادت من خلال توجيه نصر الله للقيام بانقلابه ارسال مجموعة رسائل في وقت واحد، الاولى الى الغرب خلال مناقشة الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن الحوافز الدولية الجديدة وذلك بإصرارها على عدم التوقف عن تخصيب اليورانيوم، والثانية الى العرب، بإصرارها على لعب دور محوري في قلب العالم العربي من العراق الى فلسطين والان في بيروت.وبهذا المعنى فان لبنان اصبح جنبا الى جنب مع العراق وفلسطين عوامل رئيسية للمفاوضات التي تريدها القيادة الايرانية، وليس مصادفة وفق المصادر نفسها »ان يحدث انقلاب نصر الله والرئيس بوش يستعد للقيام بجولته الجديدة في الشرق الاوسط التي ستتركز على مستقبل المنطقةعلى خلفية التداعيات التي تشهدها الان، كما انه ليس من المصادفة ان تضع ايران قدميها على البحر المتوسط وعند ميناء بيروت بعد ما كان المحور العربي الممتد من مصر الى الاردن وصولا الى السعودية يريد ابعادها الى خارج المياه المتوسطية.ملامح مرحلة المخاطرما حدث وما سيحدث لاحقا في لبنان والعراق وفلسطين بكل من يحمله من مخاطر سيعطي ملامح لافاق المرحلة الجديدة التي ستدخلها ايران وتتمحور في خطرين، الاول: احتمال حرب اسرائيلية جديدة على لبنان عبر البقاع الغربي هذه المرة، والثاني : تزايد احتمالات دخول الصراع حول ملفها النووي طريقا مسدودا وسط معلومات عن تواصل التحضيرات الامريكية لتوجيه ضربة قاصمة لايران وفق ما ورد في تقرير غربي نشرته »الوطن« امس السبت.ولا ينبغي اغفال تقارير غربية استخبارية تناولت شبكة اتصالات حزب الله التي كشف عنها الزعيم الدرزي وليد جنبلاط واهداف ربطها بسورية وبمواقعها الدفاعية في المناطق المطلة على اسرائيل، ويبقى السؤال هل يمكن لاسرائيل بعد كل ذلك ان تبقى غير مبالية وصامتة؟
Categories
الحقيقة تتضح الان
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
0 comments
Post a Comment