غير معـروف سبب كل هذا الصمت الذي ووجه به وقوف المرشد العام للإخوان المسلمين، ليس في مصر فقط وإنما في العالم كله، مهدي عاكف الى جانب حزب الله في إنقلابه الأخير على بيروت الغربية والمفترض إذا كان إخواننا قد أزعجهم فعلاً أن أحدهم وقع البرقية التي أرسلها عتاولة القومية العربية الى حسن نصرالله ان يعترضوا على أعلى قمة هرم تنظيمهم العالمي وليس على مسؤول إحدى المحطات القاعدية.لاشك في ان مهدي عاكف يعرف إرتباط حزب الله بإيران ويعرف أيضاً ان مرجعيات شيعية عليا من بينها السيد علي السيستاني والسيد علي الأمين ترفض ولاية الفقيه وترفض إختطاف الطائفة الشيعية وتوظيفها لخدمة التطلعات القومية الإيرانية في هذه المنطقة كلها .. وهو يعرف أيضاً ان بيروت الغربية ليست قاعدة أميركية وليست وكراً للمخابرات الإسرائيلية والمفترض أنه إستمع لإستغاثات مفتي لبنان الشيخ محمد رشيد قباني التي كان أطلقها قبل ان يجتاح مغاوير حراس الثورة بيروت الغربية بساعات .هناك شيء غير مفهوم في العلاقة الملتبسة بين الإخوان المسلمين عامة، بإستثناء إخوان سوريا، وبين إيران .. وهذا يدعو الى التساؤل عن موقف هؤلاء الحقيقي والفعلي من التدخل الإيراني السافر في الشؤون الداخلية العراقية الذي لم يستطع أن يحتمله حتى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي بالإضافة الى موقعه الرسمي يرأس أكبر وأقدم الأحزاب المذهبية الموالية لإيران وهو حزب الدعوة .غير مطلوب ان يتخذ الإخوان المسلمون موقفاً مذهبياً وعلى أساس معاداة الطائفة الشيعية من موقع طائفي سني فهذا غير جائز لا دينياً ولا سياسياً وهو إنسياق مع فتنة عمياء باتت تزحف على هذه المنطقة وعلى العالم الإسلامي كله وبخاصة بعد إنقلاب حزب الله الأخير على بيروت الغربية .. إن المطلوب هو ألاَّ يتحول هؤلاء الذين يتحدثون بإسم الدين ويعتبرون أنهم القيمون على الإسلام والمسلمين الى مجرد برغٍ صغير في الآلة القومية الفارسية التي أصبح لها رؤوس جسورٍ منيعة حتى على شواطىء البحر المتوسط.إن المعروف ان حركة حماس ، التي يعتبرها إخواننا هنا أحد فروعهم بينما هي تمردت عليهم وورثتهم تنظيمياً في الضفة الغربية وغزة وكادت ان ترثهم هنا لو لم تتحرك الدولة الأردنية في اللحظة المناسبة، قد تشكلت في إيران وأنها إبنٌ شرعيٌّ لـ الثورة الإيرانية كما قال قبل أيام أقرب المقربين للسيد علي خامنئي والسفير السابق لبلاده في دمشق محمد حسن أختري وأن المعروف ان الإمام الخميني أمر بإنشاء مقاومة فلسطينية تتبع لطهران مباشرة وتكون واجهتها الجهادية في فلسطين والشرق الأوسط بعد ان رفض ياسر عرفات القيام بهذه المهمة وحرص كما هي عادته على ألا يضع كل أوراقه في سلة واحدة .ولذلك فإنه غير مستغرب ان يكون خالد مشعل أكثر المتحمسين لـ فسطاط الممانعة وأن يدير ظهره لإتفاق مكة المكرمة قبل ان يجف حبره وأن يتحدى مصر بكل هذه الصلافة والعنجهية وأن يُطل على الفلسطينيين والعرب بعد التطورات اللبنانية الاخيرة وبعد حــــوار إسطنبول غير المباشر عبر النافذة الإيرانية .. إن هذا يمكن فهمه على إعتبار أن حماس خرجت من جلدها التنظيمي السابق وتحولت الى حركة حزبية براغماتية تتحكم في مسارها مصالحها التنظيمية .. أما ان يأخذ المرشد العام مهدي عاكف هذا الموقف وأن يتحالف الإخوان المسلمون مع إيران ويؤيدون تدخلها السافر في الشؤون العربية فإن هذا غير مفهوم ولا يمكن تبريره .لقد كان بالإمكان على الأقل أن يتخذ المرشد العام وبالتالي ان يتخذ الإخوان موقفاً وسطيّاً بين حزب الله والمفتي اللبناني محمد رشيد قباني وأن يلعبوا دوراً إيجابياً بين فئتين مسلمتين حتى لا تبغي إحداهما على الأخرى أما أن يتم الإنحياز الى دولة الولي الفقيه في ضاحية بيروت الجنوبية فإن هذا غير جائزٍ لا إسلامياً ولا سياسياً .. وهو يشكل دعماً لرأس جسر النفـوذ القومي الإيراني (الفارسي) في المنطقة العـــربية .. ولذلك فإن السؤال الذي يجب ان يطرح هنا هو: .. هل ان هذا هو موقف الإخوان كلهم وموقف كل تنظيمات الإخوان ؟!! .
0 comments
Post a Comment